هل تبحث عن شيء معين؟

08/05/2016

مؤتمر "المرأة في عالم المؤسسات" يناقش التحديات التي تواجهها المرأة في مكان العمل

الكويت، 8 مايو 2016: نظمت شركة صناعات الغانم وبنك الخليج مؤتمر "المرأة في عالم المؤسسات: إمكانات تفوق التوقعات"، والذي ناقش من خلاله مجموعة من أبرز القيادات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي قضية المساواة بين الرجل والمرأة في مكان العمل. ولاقى المؤتمر، الذي حضره ممثلو مختلف قطاعات الدولة، صدى كبيراً في الكويت، وأتاح المؤتمر، الذي عقد يوم الأربعاء الموافق 4 مايو، 2016 في فندق الجميرا شاطئ المسيلة، الفرصة أمام الجمهور للمشاركة. أُقيم المؤتمر بالتعاون مع شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو)، وبدعم كل من كاديلاك وشركة Everything Kuwait. وكان من بين المتحدثين الرئيسيين في هذا المؤتمر رائدة الأعمال العالمية السيدة راندي زوكربيرغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة زوكربيرغ الإعلامية ومؤلفة كتاب (Dot Complicated)، والشيخة الزين الصباح، وكيل وزارة الدولة لشئون الشباب، وسارة أكبر، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة كويت إنرجي. وشهد المؤتمر كذلك عقد جلستين نقاشيتين، حملتا عنوان "التوازن بين الحياة الشخصية والعملية" و"هوية الأدوار". كما شكّل المؤتمر منصة جمعت رواد مختلف قطاعات الأعمال لتبادل الأفكار حول أفضل السبل لتحقيق النجاح في بيئة العمل. وتم خلال المؤتمر كذلك الإعلان عن نتائج دراسة إستقصائية تم إجراؤها على المستوى المحلي بهدف التعرف عن كثب على التحديات والجوانب الرئيسية التي تحفز النساء المنخرطات في القوى العاملة بالكويت، بما يساهم في إثراء عملية التعرف على الدوافع التي تشجع المرأة وتحثها على العمل. وألقى السيد عمر قتيبة الغانم، الرئيس التنفيذي لشركة صناعات الغانم ورئيس مجلس إدارة بنك الخليج كلمة المؤتمر الإفتتاحية، قال فيها: "إنه لمن دواعي سرورنا أن نستضيف النسخة الأولى من مؤتمر "المرأة في عالم المؤسسات: إمكانات تفوق التوقعات"، والذي يهدف نحو مناقشة القضايا والتحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل. إننا نتحدث اليوم عن واحدة من أهم المشاكل التي تواجه دولتنا ومنطقتنا وأحد أهم قضايا زماننا الحاضر. ومما لا شك فيه أن الأجيال القادمة ستحكم علينا بمقدار معالجتنا لهذه المشكلة، التي تتطلب تضافر جهود الكثير من الجهات لإيجاد حل لها". وأضاف الغانم: "بالحديث عن الكويت، فقد بلغت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل عام 2014 حوالي 44%، وهي نسبة ثابتة منذ العام 2000. هذه النسبة أقل من مثيلاتها في أمريكا الشمالية والعالم، ولكنها ضعف نسبة المشاركة في باقي دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع ذلك، فقد بلغت نسبة مشاركة الذكور في سوق العمل 83%، وهو مؤشر نحو الفجوة الكبيرة بين الجنسين والبالغة 39%، والتي ظلت تراوح مكانها خلال الـ14 عاماً الأخيرة. وما كانت هذه النسب لتعني شيئاً في دولتنا ومنطقتنا لو لم ترغب النساء في العمل، ولكن في الحقيقة فإن النساء يرغبن بالعمل".واختتم الغانم كلمته قائلاً:  "لابد أن نعترف أن لدينا مشكلة، وهي مشكلة إنسانية تحمل تكلفة إجتماعية باهظة، وتكلفة إقتصادية باهظة أيضاً لذلك ينبغي علينا إيجاد حل لها لأن هذا هو الصواب، ولأن الحل يصب في مصلحة المرأة والشركات والإقتصاد والمجتمع ككل".كما ألقت الشيخة الزين الصباح كلمة ناقشت فيها أهمية تحديد الأهداف وأهمية المثابرة في سبيل تحقيقها وقالت: "أعمل في وزارة تمثل 72% من سكان الكويت وتشكل مستقبل هذا البلد، ولذلك، يحتاج هؤلاء الشباب إلى فرص لبناء مستقبل أفضل. ولكن، هل ننصح النساء الشابات لدينا بتقبل الظروف؟ يشير واقع الحال إلى أن الإناث في منطقتنا يواجهن تحديات مستمرة عندما يتفوقن في حياتهن المهنية، ونصيحتي لهن هي عدم قبول هذه الظروف، وعدم الإستسلام. أقول لهن: أضفن قيمة لأنفسكن، وتولين زمام المبادرة للمضي قدماً وحاربن لتحقيق أحلامكن، وحوّلن غضبكن إلى عمل يفخر به الجميع وسوف تنجحن بالتأكيد. ستجدن دائماً فجوات حولكن، لكن إيجاد وسيلة لردم هذه الفجوات سوف يمنحكن الثقة بالنفس والإحساس بالأهمية والقيمة".ومن جانبها، تحدثت السيدة سارة أكبر عن قصة نجاحها وكيف استطاعت تأسيس واحدة من أكثر الشركات نجاحاً، وقالت: "عندما بدأت مسيرتي المهنية، لم أتمتع بنفس الفرص المتاحة للمهندسين الذكور، لكنني رفضت قبول هذا الوضع، وكان لدي إصرار على النجاح في مسيرتي المهنية بالطريقة التي رغبت. ولله الحمد، فقد حظيت بمدير منفتح أعطاني الفرصة للقيام بذلك، وعندما وصلت إلى السقف الزجاجي، قررت المضي قدماً وتأسيس شركتي الخاصة. كانت رؤيتي تأسيس أكبر شركة مستقلة للنفط والغاز في المنطقة، ولكننا بتنا الشركة الأكبر في نصف الكرة الغربي. رسالتي لجميع الشابات هو أن يحددن رؤيتهن الخاصة، وأن يؤسسن أعمالهن وأن يبدئن بخطى صغيرة مع الحرص على وضع هدف سام يسعين لتحقيقه. إذا استطعت أنا تحقيق ذلك، فيمكنكن انتم تحقيقه أيضاً".وأُعلنت على هامش المؤتمر نتائج دراسة إستقصائية محلية أجرتها شركة صناعات الغانم وبنك الخليج لتسليط الضوء على القضايا والتحديات والعوامل المحفزة للمرأة في مكان العمل. وهدفت الدراسة إلى فهم العوامل المحفزة للمرأة في سوق العمل في الكويت. وإستطلعت الدراسة أراء أكثر من 2000 طالبة وسيدة عاملة في الكويت، وعرضت النتائج للمرة الأولى على الوفود المشاركة في المؤتمر. وشكلت النساء العاملات الغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة (بنسبة بلغت 83٪)، تلاها الطالبات (بنسبة 17٪).وأشارت غالبية النساء إلى أنهن يفضلن العمل في القطاع الخاص، وذلك لعدة أسباب، منها أن العمل في القطاع الخاص ينطوي على تحديات ويفتح المجال للتعلم والتطور وإمكانية الارتقاء في السلم الوظيفي. وشملت الأسباب كذلك بيئة العمل الأفضل وسمعة الشركة إلى جانب الرواتب والمزايا. وقالت 7 من كل 10 نساء إن إمكانية الارتقاء في السلم المهني ثم المردود المالي هما أهم عاملين محفزين لخيارات العمل لديهن. وبالنسبة للنساء اللاتي يعملن في القطاع العام، فقد أشرن إلى أن خيارهن قام على أساس ساعات العمل الأكثر مرونة. ومن الجدير بالذكر أنه سيتم نشر مزيد من التفاصيل حول نتائج المسح في المستقبل القريب.وكانت السيدة راندي زوكربيرغ، المتحدثة الرئيسية الدولية في المؤتمر، حيث شاركت عارضة قصة نجاحها الشخصية في وادي السليكون وقدمت وجهة نظرها بوصفها خبيرة في التكنولوجيا والأعمال التجارية، وريادة الأعمال في العصر الرقمي. واستعرضت السيدة زوكربيرغ كيفية إستخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الاجتماعي وما تعنيه لكل من رجال الأعمال والمواطنين. وقالت: "يمكنكم النظر في تجربتي الشخصية وتقرير كيف يمكنكم أنتم ايضاً أن تحددوا رؤيتكم وتختاروا مساركم المهني. من السهل أن يفقد الإنسان بصيرته عندما يعمل مع أناس يفكرون بنفس الطريقة التي يفكر بها، ولذلك، عليكم البحث عن رؤية مختلفة لتجدوا رؤيتكم الخاصة بكم. ومن المهم أيضاً، وخصوصا في عالم التكنولوجيا اليوم، التوقف أحياناً لبرهة من الوقت وإعادة شحذ طاقاتنا".وتخلل المؤتمر عقد جلستين نقاشيتين، تناولت الأولى موضوع التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، بإدارة الصحافية والإذاعية الشهيرة الحاصلة على العديد من الجوائز التقديرية، نعمة أبو وردة. وفي معرض مشاركتها في هذا الجلسة، قالت كريستين إنغفيغ، مؤسسة شبكة المرأة العالمية "تصل نسبة النساء العاملات في النرويج إلى 78%، وهي أعلى نسبة للأمهات العاملات كذلك. ولم يكن بالإمكان تحقيق هذا النجاح دون الضغط على الشركات وإجبارها على اتباع سياسات وتشريعات تتيح العمل وفق ساعات عمل مرنة وغير ذلك الكثير".ومن جهتها، قالت الدكتورة لبنى القاضي، استاذة علم الاجتماع في جامعة الكويت ومديرة مركز دراسات وأبحاث المرأة: "إننا بحاجة لإحداث تغيير في السياسات بهدف تشجيع النساء على العمل وفق ساعات عمل مرنة وإتاحة المجال أمامهن للعمل من منازلهن".أما السيد عماد العبلاني، المدير العام ورئيس قطاع الموارد البشرية لدى بنك الكويت الوطني، فقال: "يكمن الحل في تمكين النساء، وينبغي علينا فعل ذلك من خلال إلهامهن في سن مبكرة. ولكن للأسف، لا توفر مناهجنا المدرسية هذا الأمر، لا للنساء ولا للرجال".ومن جانبها، قالت سلمى الحجاج، مدير عام قسم الموارد البشرية لدى بنك الخليج: "تصل نسبة النساء العاملات في البنك إلى 40% من مجموع العاملين لديه، ولكن في كثير من الأحيان، فإنهن لا يبقين وقتاً كافياً يتيح لهن تبوء مناصب قيادية. ينبغي على النساء أن يعشن حياتهن على مراحل، وأن يعطين كل مرحلة الوقت الذي تحتاجه".وتحدثت منى عطية، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع (mumzworld.com) والشريك في تأسيس موقع التوظيف (bayt.com) عن أهمية إيجاد التوازن بين الحياة العملية والشخصية قائلة: "ينبغي تحديد العوامل التي تخلق أكبر أثر ذو معنى في كل وقت من الأوقات ومن ثم خلق التوازن اليومي الذي يستوعب هذه العوامل. وينبغي أن تستمر هذه العملية إلى حين الوصول إلى التوازن الأمثل".وتحدث السيد عمر الغانم عن أهمية تعزيز الثقافة المؤسسية السليمة لاستيعاب النساء الراغبات في العمل ولتحقيق التنوع بين الجنسين في مكان العمل. وقال: "إنني أنظر إلى ثقافتنا المؤسسية بوصفها ميزة تنافسية، فهي تتيح لنا الوصول إلى مجموعة كبيرة من المواهب أثناء البحث عن النساء المؤهلات لشغل الوظائف".وتناولت الجلسة الثانية موضوع "هوية الأدوار"، بإدارة ريتشارد موسلي، نائب رئيس الاستراتيجية العالمية في شركة Universum.وتحدثت السيدة إيمان العوضي، مدير إدارة الاتصال المؤسسي لدى شركة مشاريع الكويت القابضة (كيبكو) في هذه الجلسة قائلة: "بوجود النساء، تنشأ قيادة قائمة على نوع من التوافق، أي أنه عندما يعمل الشخص مع فريق، فإنه يدرك أنه في سبيل تحقيق النجاح، فينبغي أن ينجح كل عضو في الفريق".ومن جهتها، قالت نجلاء الشيراوي، الرئيس التنفيذي لشركة الأوراق المالية والاستثمار: "تتمتع النساء القياديات بأسلوب مختلف، فهن أميل للتشارك في المعلومات والثناء والقوة. كما أنهن يستخدمن الإقناع أكثر من استخدامهن للسلطة. وتعزز النساء من ثقافة العمل بروح الفريق كلما ارتقين على درجات السلم المهني".أما الدكتورة العنود الشارخ، الكاتبة والأكاديمية، فتحدثت عن القيادة بقولها: "أعتقد أن هناك إجماع على الميزات والصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد، بغض النظر عن الجنس. ففي نهاية المطاف، يكمن كل شيء في الرغبة في أن يصبح المرء قائداً وأن يتحلى بهذه الصفات".وتحدث خالد الخضير، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة (Glowork) حول شركته قائلاً: "بما أننا نستهدف النساء، فإن 95 بالمائة من موظفينا هن من النساء. ومع ذلك، أجد بأن الأشخاص الذين يجرون مقابلات العمل لا يسألون النساء المتقدمات للوظائف الأسئلة المناسبة، ويستبدلون ذلك بالسؤال عن سنهن وحالتهن الاجتماعية وأطفالهن".وأخيراً، قالت لبنى القاسم، نائب الرئيس التنفيذي والمستشار القانوني العام وأمين سر الشركة لمجموعة بنك الإمارات دبي الوطني: "حظيت النساء قبل 200 عام بفرص المشاركة في مكان العمل، وما زلنا نحن اليوم بصدد تقييم معنى مشاركتهن. لقد أكدت العديد من الدراسات على الأثر الإيجابي لمشاركة المرأة في مكان العمل، ومع ذلك، ما زلنا نسأل نفس السؤال".

الأدوات والحاسبات

تحويل العملات
فرص الدانة
حاسبة القروض
حاسبة قرض الثروات
الآيبان