هل تبحث عن شيء معين؟

24/05/2015

كيف يمكننا تحفيز الجيل الجديد من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي

يتميز هذا الجيل بثقافته العالية وتطلعاته الفائقة. وفي ظل عوامل التشتيت الناتجة عن وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، يدخلون معترك العمل بتوقعات عالية لكن بمستوى متدن من التركيز.

وما يتوجب علينا القيام به بصفتنا قياديين هو الحرص على تخصيص وقت كافٍ لكل منهم على حدة لمساعدتهم على فهم تطلعاتهم الشخصية. وعلينا أن نطرح عليهم السؤال التالي "ماذا تريد أن تصبح؟ وما الذي ترغب في تحقيقه؟"

يتّسم هذا التدريب الفردي بأهمية فائقة نظراً لأن معظم الشباب يخالون أن حياتهم مرسومة لهم بشكل مسبق. عليهم أن يدرسوا ليتخرجوا، ومن ثم عليهم أن يتخرجوا ليجدوا عملاً، وبعد أن يجدوا وظيفة في أحد المصارف، سيحتفظون بها إلى أن يتقاعدوا في سن صغيرة نسبياً.

نتيجة لهذه التوقعات، لا يمكن إلا لعدد قليل منهم التفكير بما هو أبعد من ذلك والتطلع إلى أن يصبح رئيساً تنفيذياً أو موظفاً رفيع المستوى.

بناءً على خبرتنا في المقابلات، يمكن القول إنه عند سؤال أي من الشباب " أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟"، غالباً ما يجيب " سأكون مديراً".

لا بأس بذلك، ولكن عند سؤاله " وماذا ستفعل بصفتك مدير؟"،  يكون الجواب في أكثر الأحيان " كل ما يفعله المدير".

بنظري، أن تسعى لكي تكون مديراً ليس هدفاً بحد ذاته. بل عليك السعي لتكون مديراً يستمتع بما يفعله وأن يكون ما يفعله له قيمة وجدوى. فبإمكانك أن تكون ناجحاً من المجال الذي تجيده دون أن تكون مديراً. ليس من الضروري أن تحمل لقب مدير لتتمكن من إدارة الآخرين بشكل ناجح. ولكن العديد من الشباب يسعون وراء هذا المركز المرموق، لذا ينبغي حثهم على الخروج من هذا الإطار النمطي والتفكير في ما يبغون تحقيقه مع تقدمهم في السن.

هل يفتقر الشباب إلى مهارات التحليل الذاتي؟

نسعى إلى تعزيز نسبة العمالة الوطنية في البنك، حيث نركز اهتمامنا على تعيين المبتدئين بحيث لا نوظف سوى الطلاب المتخرجين حديثاً. فما نتطلع إليه في مرحلة لاحقة هو التركيز على تعزيز فريق الإدارة من خلال إضافة العدد الملائم من المواطنين المحليين، حرصاً على تحقيق التوازن ما بين عدد الموظفين الكويتيين وغير الكويتيين.

وللمساعدة في تحقيق ذلك، أطلقنا برنامج تطوير الخريجين المخصص للموظفين الذي مضى على انضمامهم إلى بنك الخليج من سنة إلى ثلاث سنوات. يمتد هذا البرنامج لفترة تسعة أشهر نسعى من خلالها إلى تأهيل وإعداد ما يُعرف بالمصرفي الشامل.

وفي هذا الإطار، اخترنا 20 خريجاً لتعريفهم بكافة أوجه الخدمات المصرفية. ويشمل البرنامج إقامة سكنية لمدة 3 أيام يتم خلالها التركيز على التطوير الشخصي، والبحث في كيفية تنمية القدرات الشخصية وتعلم طرق إدارة الأشخاص، هذا إلى جانب تنمية مهارات الابتكار، واكتشاف أسلوبك الخاص في القيادة والابداع، آملين أن يتيح هذا الجانب من البرنامج للأفراد التفكير ملياً في السبل الملائمة التي ستمكنهم من أن يصبحوا قادة المستقبل.

بعد إتمام البرنامج، يخضع المشاركون لمرحلة تدريبية تمتد لفترة أسبوعين في البنوك الدولية، وذلك قبل المباشرة بالعمل في الإدارات المختلفة من مصرفنا. ومن خلال هذا البرنامج، تمكنا أيضاً من رفع مستوى معرفتهم بالمجالات المصرفية التي لا تثير عادة اهتمامهم، ولاسيما المساندة المكتبية، لأن الأشخاص لا يعرفون ما لا يعرفونه. وبفضل هذا البرنامج التعليمي، تمكنا من توسيع آفاقهم وفتح الباب أمامهم للتفكير في المجالات التي نجد عادةً صعوبة في شغلها من قبل المواطنين.

كذلك، أطلق البنك مبادرة ثانية تتمثل في برنامج التوجيه والإرشاد حيث أُسندت إلى العديد من كبار الموظفين مهمة الإشراف على تحسين مستوى المتدربين المتخرجين من خلال عقد اجتماعات شهرية وبرامج التطوير. ونحن نتابع عملية النمو والتطور من خلال الملاحظات والتعليقات التي تردنا. ولكن علي الاعتراف بأنها من الخطوات الأكثر نجاحاً التي قمنا بها لأنها تمنح الخريجين فرصة التعامل بشكل مباشر مع كبار الموظفين. فيدركون بالتالي ما الذي يحتاجه الفرد كي يصبح قائداً ويؤمنون بأنهم يستطيعون أن يصبحوا قادة بدورهم.

ما هي المهارات التي يحضرها معه الشباب؟

مهاراتهم في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي تفوق الوصف. إنه سوق جديد تماماً للأعمال والمصطلحات الخاصة به، والشباب وقد بلغوا مرحلة متقدمة فيه. نشاطهم المكثف في وسائل التواصل الاجتماعي يجعلهم من الأشخاص النافذين بكل معنى الكلمة. هذا هو الاتجاه الذي يسلكه العالم وهذا هو القطاع الذي نحتاج إلى سبر أغواره بصفتنا بنك يقدم خدماته للأفراد. والشباب هم أفضل وسيلة لإطلاعنا عما يوجد هناك وإرشادنا إلى كيفية الوصول إليه.

ويتميز شبابنا أيضاً بثقافتهم العالية، فعدد حاملي الشهادات الجامعية من المواطنين مرتفع نسبياً في دول مجلس التعاون الخليجي. وهذا يعني أنه لدينا العلم والوسائل والمؤهلات، وكل ما نحتاج إليه هو إعداد شبابنا لمواجهة قطاع الأعمال.

ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدميها لأقرانك في قطاع الموارد البشرية؟

توقفوا عن تنميط الشباب وتغذية الاعتقاد الشائع بأن كافة الشباب متشابهون، فهم عكس ذلك تماماً. الشباب يختلفون عن بعضهم البعض في أفكارهم وآرائهم وعلينا الاستثمار في ذلك. جميعهم يتحلون بمواطن قوة لكن لن يكون بإمكانك معرفتها والوصول إليها إلا من خلال تمضية وقت كاف معهم.

على القادة بشكل عام أن يخصصوا المزيد من الوقت للشباب وأن يكونوا قدوة لهم. فلا شيء يضاهي سماع أحدهم وهو يقول لك إنه من أشد المعجبين بك. فكروا في الإرث الذي ستتركونه، فالأمر لا يتعلق بما تفعلونه، وإنما في ما تولدونه من شعور في نفوس الآخرين.

الأدوات والحاسبات

تحويل العملات
فرص الدانة
حاسبة القروض
حاسبة قرض الثروات
الآيبان